فوائد المشي ساعة يومياً.. جسم مثالي وسليم
تُعدُّ رياضة المشي مِن أكثر أنواع الرياضة التي يُمكن أن يُمارسها الأشخاص بشكلٍ يومي ولفترات متفاوتة، فهي سهلةٌ في الأداء، بسيطة مِن حيث متطلباتها، فيمكن أن تُمارس في الطرقات العامة، والأندية، وفي أيِّ وقتٍ في الصباح والمساء، ومع ذلك يجهل العديد مِن النَّاس فوائد المشي على الأقدام، ويستبدلونه باستخدام وسائل النقل العامَّة، أو الخاصَّة، ومِن الجيد التأكيد على أن المشي يمكن أن يمارس على عدَّة أشكال، وباستخدام العديد مِن الوسائل، فيمكن أن نستخدم الأجهزة الرياضية، أو الدراجات الهوائية، أو الأقدام في ذلك، إلا أنَّه مِن الواجب الإسراع في المشي مِن أجل الحصول على الفوائد التي نرجوها مِنه.

أنواع رياضة المشي
تختلف أنواع رياضة المشي التي يمارسها الأشخاص في العادةِ تِبعاً لسرعة الأداء، وطريقة ممارسة الرياضة، ونوع الوسيلة المستخدمة في ذلك، وفي العادة يتم ممارسة هذه الرياضة بإحدى الوسائل التالي :
- رياضة المشي السريع
أحد أهم أنواع رياضة المشي هو المشي السريع، وفيها يتم قطع مسافات محددة خلال فترات زمنية معينة بشكلٍ سريع، فهي أشبه برياضة الركض البطيء، وتتراوح السرعة في هذا النوع مِن المشي بين 5 – 6 كم/ ساعة، إلا أن هذه الرياضة تحتاجُ إلى لياقةٍ بدنيةٍ عالية، ويواجه فيها الممارس لها صعوباتٍ في بداية الأخذ بها، فهي أصعبُ من المشي العادي، وتتطلب مجهوداً كبيراً، إلا أنَّها مفيدةٌ بشكلٍ أكبر مِن غيرها، ولتخفيف ذلك يمكن أن تمارس بشكلٍ جماعي مِن أجل الحصول على التحفيز المستمر، وتحديد المسافة المناسبة للجماعة.
يتم استخدام هذا النوع مِن المشي في الغالب مِن قِبل الأشخاص الذين يعانون مِن السمنة، أو أمراض القلب، حيث أنَّها تعمل على حرق الدهون المتراكمة في الجسم بشكلٍ سريع، وتوسيع الشرايين في القلب والكلى، كما وتعتبر مفيدة للأشخاص الرياضيين للحفاظ على جسمٍ سليم.
- رياضة المشي العادي
تعتمد هذه الرياضة على قَطْعِ مسافاتٍ شاسعةٍ أثناء ممارستها، وبشكلٍ أقلُّ سرعةً مِن سابقتها، وتتراوح سرعة المشي فيها 3 – 4 كم / ساعة، فهي سهلةٌ في الأداء، لا تسبب التعب أو الملل، ويستخدمها العديد مِن الأشخاص في أوقات التنزُّه، أو الذهاب إلى العمل، ومع ذلك فهي توفر العديد مِن الفوائد الصحية لجسم الممارس لها، فتمنع تجلُّط الدم، وتقي مِن أمراض ارتفاع الكولسترول الضَّار فيه.
يتم استخدام هذه الرياضة في العادةِ مِن قِبَلِ الأشخاص الذين يحاولون الحفاظ على رشاقة جسمهم، ووقايته مِن الأمراض، كما ويُنصح بها كبارُ السِّن غير القادرين على المشي السريع.
- المشي على جهاز رياضي
إنَّ مُمارسة هذا النُّوع مِن المشي تتم مِن خلال اقتناء جهاز له شريط مستقيم يعمل بشكلٍ مُتحرِّك، وبهذا فإنَّ استخدامه يُعفي صاحبه مِن التَّنقُّلِ في الطُّرقات، أو المناطق العامَّة مِن أجل ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى ذلك فإنَّه يوفِّرُ العديد مِن السرعات التي تتيح ممارسة المشي السريع أو البطيء بحسب الحاجة، كما ويمكن التَّحكم بارتفاع الجهاز أو انخفاضه مِن أجل زيادة أو تقليل مشقَّة التمرين.
يتوافر هذا الجهاز في العديد مِن أندية اللياقة البدنية، والأماكن التي تهتمُّ بصحَّة الجسد، وبذلك فإنَّه استخدامه لا يتطلب أن يتم شراءه بشكلٍ أساسي، ومِن إيجابياته أيضاً أنَّ استخدامه يجنِّبُ الشخص خطر الانزلاق في الطرقات، والحوادث التي تُسبِّبُها المركبات فيها، إلا أن المشي الطبيعي يعدُّ أكثر فائدةً للجسم لتنوع التضاريس.
فوائد المشي
يعود المشي على جسم الإنسان بالكثير مِن الفوائد، فهو يقي مِن أمراض القلب، وتصلُّب الشرايين، والسَّرطان، والسُّكَّري، ويحافظ على جسد مثالي، وصحَّةٍ سليمة؛ ذلك لأنَّها تحرِّك جميع عضلات جسم الإنسان، كعضلات الظَّهر السُّفلية والعلويَّة، وعضلات الذِّراعين والأكتاف، ومن هذه الفوائد أيضاً :
- يساهم المشي في الحفاظ على عضلة القلب مِن التضخُّمِ أو التعب، ويزيد مِن قدرتها على الأداء، هذا ويساهمُ في تقوية عضلات الجسم الأخرى، وبناءها بشكلٍ سليم؛ وذلك لأنَّها مِن أسهل أنواع الرياضة، فهي خفيفة لا تتطلب أيَّ مجهود، ولا تنهك العضلات، وتلاءم كبار السِّن، والأشخاص الذين يعانون مِن خشونة المفاصل أو التهابها.
- المشي المستمر ولفترات منتظمة يساهم في حرق الدهون الثلاثية في الجسم، ممَّا يقي مِن مخاطر ارتفاع الكولسترول الضَّارLDL، بل ويزيد من نسبة الكولسترول الحسن فيه HDL، وهذا يلعبُ دوراً مهمَّاً في الحفاظ على الوزن، ويبني جسماً صحِّياً وسليماً مِن الأمراض.
- يعمل المشي على زيادة ليونة عضلات الجسم الكبرى في الفخذين، والساقين، والرُّكبتين والأوتار، وزيادة توزيع الدَّم في الجسم بشكلٍ أفضل، هذا ويعمل المشي على زيادة حجم الرئتين، مما يحسِّنُ وصول الأكسجين إلى الدماغ.
- ساعة مِن المشي يومياً تساهم في تحفيز قدرة المخ على التركيز، ويقلِّل مِن حالات الإغماء، والشلل، ويُحَسِّن مزاج الشخص مجنِّباً إيَّاه القلق، والتَّوتُّر، والأرق، وحرق الدهون الزائدة، وتنظيم مستويات السكر في الدم.
- المشي تحت شمس الصباح يساهم على إمداد الجسم بفيتامين “د” الذي يساعد في حماية الجلد مِن الإصابة بالحروق، وترطيبه، كما ويخلِّص الجسم مِن الفيروسات والبكتيريا المضرَّة بالجهاز التنفسي.
- يُسهم في تخليص البشرة مِن الجلد الميت، ويحافظ على الجهاز الهضمي مِن خلال وقايته مِن الإمساك وأمراض الهضم، وهو مفيد للمدخنين مِن أجل تنظيف الرئة لديهم مِن أضرار التبغ.
- يعمل المشي السريع على حرق الأُكسجين، ممَّا يزيد مِن نشاط الدورة الدموية، فضلاً عن تحسين عملية التنفس؛ كونه يقوِّي عضلات الصدر، ويوسِّع الرئتين، ويساهم في علاج ارتفاع ضغط الدم المفاجئ.
الطريقة الصحيحة في ممارسة المشي
تزداد الفوائد التي يُمكن الحصول عليها مِن رياضة المشي كلَّما ازدادت السرعة في ذلك، وقد أُجريت العديد مِن الدراسات في الدانمارك حول رياضة المشي السريع على قرابة 1000 شخص، ونتج عنها أنَّ الأشخاص الذين يسرعون في مشيهم، ولمدَّة ساعةٍ يومياً، أو أربعةِ ساعات في الأسبوع، هم أكثر استفادةً ولياقة في الجسم مِن غيرهم ممَّن يتَّبِعون نظام المشي البطيء، كما ويناسب المشي السريع الأشخاص الذين يعانون مِن ترهُّل في منطقة الخصر والأرداف؛ وذلك لأنَّ السرعة في حركة الجسم تساهم في حرق السعرات الحرارية، وتقليل الوزن الزائد، والحصول على جسم لائق.
مِن ناحية أخرى، يعتقد بعض خبراء الصحية البدنية أن المشي السريع ليس ضرورياً مِن أجل الحصول على الفوائد الصحية، وقد بررَّ هذا الفريق رأيه بأن المشي هو العامل الأساسي في حرق الدهون، والحفاظ على صحة الجسد، وأمَّا السرعة فيه فهو لكسب عامل الوقت لا غير.
لأجل ممارسة رياضة المشي بشكلٍ صحيح، يجب أن يتم تحديد عدد أيام تناسب قدرة الشخص، ومدى الفوائد التي يريد الحصول عليها، وعند ممارسة هذه الرياضية المفيدة يجب الأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية :
- يفضَّل أن تمارس رياضة المشي أسبوعياً بمعدَّل ثلاثة أيام، ولمدَّةٍ لا تقلُّ عن السَّاعة، مع الاستمرار وعدم التوقف إلا عند الضرورة.
- يتم ممارسة المشي قبل تناول الطعام، أو على معدةٍ فارغة، ويجب تجنُّب ممارستها بعد تناول الطعام مباشرةً؛ ذلك أن الدورة الدموية في جسم الإنسان تنشط تناول الغذاء، وفي هذه الحالة فإن الضرر الناتج يغلُب على الفائدة التي يتم جنيها.
- يمكن أن تمارس رياضة المشي في الصباح الباكر حيثُ الهواء الطلق النقي، ولا ضرر فيه إن كان بعد تناول الطعام بثلاثة ساعات.
- إن كُنت ممَّن لم يمارس رياضة المشي مِن قبل، يجب في البداية التدريج في فترات المشي، في البداية يجب المشي لمدة عشرة دقائق، ثم عشرون، وهكذا حتى تعتاد على المشي ساعةً كل يوم.
- يفضَّل تخصيص ملابس رياضية فضفاضة على الجسم مِن أجل استخدامها في المشي، مع ارتداء حذاء طبَّي جيد.
ممارسات يجب تجنُّبها في المشي
تعتبر رياضة المشي مِن أكثر أنواع الأنشطة فائدةً لجسم الإنسان، فهي آمنةٌ لمعظم النَّاس باختلاف أعمارهم، وقد تكون مطلوبة وجوباً على بعضهم، إلا أنَّه إتيان بعض الممارسات الخاطئة أثناء ممارستها يجعل أضرارها تغلُب على النفع منها، وهذه بعض التحذيرات التي يجب تجنُّبها أثناء ممارسة الرياضة:
- يجب ممارسة الرياضة في مكانٍ خاص بعيداً عن المناطق العامَّة التي تحفُّها مخاطر الوقوع في الحوادث مع المركبات، وبالتالي يفضَّل الابتعاد عن الأرصفة، ومناطق ازدحام المركبات.
- تجنُّب استخدام الهاتف المحمول أثناء المشي إلا للضرورة، والانتباه على الطريق التي تستخدمه لتفادي الحوادث، كما ويفضَّل الابتعاد عن مناطق المرتفعات الجبلية، وأماكن الانهيارات الثلجية.
- عدم ممارسة الرياضة في الأيام الممطرة والعاصفة؛ وذلك مِن أجل تفادي مخاطر الانزلاق والبلل، وإن كانت ممَّن يفضِّلون الأجواء الباردة لممارسة الرياضة عليك ارتداء ملابس دافئة لتفادي الوقوع في الأمراض.
- عدم الأكل قبل ممارسة الرياضة بثلاثة ساعاتٍ على الأقل؛ لأنَّ ذلك يؤدي إلى سرعة إجهاد الجسم، وحدوث مشاكل في عملية الهضم.
- عند ممارسة رياضة المشي في الصباح يفضُّل شرب المياه على الريق، ويكون ذلك قبل المشي وبعده، وعلى دفعاتٍ مناسبة.
مواضيع متعلقة
التعليقات
- لا يوجد تعليقات حتى الأن ، بادر بكتابة تعليق جديد!