تفسير حلم رؤية الخيول في المنام لابن سيرين

خيل : مِن أسمائها الجياد، واحدها جواد وفرس وحصان ومهر، ومنها الأكديش والبرذون والمهرة، ويأتي تفسير حلم رؤية الخيول في المنام ليحمل العديد مِن أوجه الخير والشَّر في التفسير، وهنا نورد أهم ما جاء لدى الإمام محمد ابن سيرين في تفسير هذا الحلم داخله معجم تفسير الأحلام، وكتاب تفسير الأحلام الكبير.

خير ما جاء في تفسير رؤية الخيول في المنام

الخيل دليلٌ على رفعة الشأن، وعلو المكانة لقوله تعالى { وَالخَيْلَ وَالبِغَالَ وَالحَمِيْرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِيْنَة}، فمَن رأى الخيل في منامه صار مقبولاً بين إخوانه، فإن رآها مِن بعيد فهي بشارة خير وبركة، ومَن مَلَكَ الخيول زاد رزقه، وانتصر على أعدائه، ومَن رعى شيئاً منها فإنَّه ينال ولايةً على قومٍ مِن العرب، والخيول بيوتٌ مليحة البناء، أو أهلٌ سعداء في الحياة، والحصان تحصُّنٌ مِن الأعداء وأمان.

الخيل الأصيل دليلٌ على نيل الشرف، والخيل المطواع خيرٌ يناله صاحب الرؤية في نفسه وماله وأهل بيته، وقيل: الخيل أمانٌ لصاحبه، ومَن رأى أنَّه قد ركب فرساً وكان جندياً، أو رجلاً شريفاً فإنّه يأخذ مالاً بالقوَّة، ومَن ركب خيل غيره نال مكانةً تعلو صاحبه، ومَن ركب فرساً تُعجبه فإنَّه يقاتل في سبيل الله، ومَن ركب فرساً ذا جناحين وكان مِن أهل بيت رسول الله نال خلافة، وإلا فإنَّه ينال مُلكاً عظيماً.

ركوب الخيل لِمَن يليق به الركوب دليلٌ على نيل العزِّ والجاه والمال، أو هو مصادقةُ رجلٍ جوادٌ معطاء، كما ويدلُّ امتطاء الخيول على السَّفر مِن البلاد؛ لأنَّ السفر مشتقٌّ مِن الفرس، ومَن ركب فرساً جموحاً فقدِر على قيادتها فإنَّها ينال خدمة السُّلطان، ومَن أطاعه الخيل الجموح نال منفعةً كاد يفقدها، ومن ركب فرساً أغر محجَّلاً بالآلات، وكان يرتدي ثياباً تصلح المركوب الفارس فإنَّه يصيب سلطاناً ومروءة، ولا تصل إليه أيدي أعدائه بسوء.

الفرس ولدٌ فارس، أو شريكٌ تاجر، والفرس المجهول شرفٌ وعلُّو مكانة، فمَن رأى الفرس يدخل إلى داره، فلم يعرف صاحبه فإنَّ رجلاً شريفاً يدخل إلى بيته، ومَن رأى الفرس يكلِّمه فإنَّه يُصابُ بأمرٍ يتعجب فيه، ومَن رأى الفارس وكان له امرأة حبلى فإنَّها تلدُ ولداً شجاعاً، ومَن رأى الفرسان المتراكضة فذلك دليلٌ على أمطارٍ تنهمر، وسيول تجري على الأرض، والخيول المسرجة بلا فرسان دليلٌ على فرحٍ أو ترح.

المهر ولدٌ جميل يرزق به صاحب الحلم، والحجرة امرأةٌ جميلة ينكحها، أو مالٌ وجاه، والحجرة الدهماء امرأة متدينة موسرة في ذكر وصيت، والبلقاء امرأة مشهورة بالجمال والمال، والشقراء ذات فرح ونشاط، والأشهب من الخيل عزٌّ ونصرٌ على الأعداء، والشهباء ذات دين، والأشقر مِن الخيول علمٌ وورع، والأدهمُ أعظم في المكانةِ والقدر؛ لأنَّه سلطانٌ ومالٌ وسؤدد، والبرذون حياةٌ وسطية بين الغنى والفقر.

أكل لحم الخيل ظفرٌ على الأعداء، ونيل منفعةٍ في مالٍ أو ولد، أو هو حُسن الكلام، فمَن ذبح فرسه وأكل منها نال خيراً، ومَن عضَّه فرسٌ فإنَّه يصير صاحب جيش، والخيول البيضاء رجالٌ أشراف، وكثرة شعر الخيل دليلٌ على كثرة الولد والأتباع، والخيول المسرجة دليلٌ على نيل مالٍ نافع، ووثوب الخيل رجحانٌ في الأمور، وقفزه إدراكٌ للحوائج سريعاً، وأنثى الخيل دليلٌ على المرأة الجميلة.

شر ما جاء في تفسير رؤية الخيول في المنام

الخيل إن صار أعمى أو ضعيف البصر فذلك دليلٌ على شكٍّ يراود الرائي في بعض أمور حياته، وبلادةُ الخيل وقلَّة حركته دليلٌ على وقوع الحرب، وضعف ذات اليد، والهزيمة مِن الأعداء، ومَن رأى نفسه يعرض خيلاً فإنَّه يشتغل عن آخرته بطلب الدُّنيا، وترجى له التوبة، ومَن كلَّمه فرسه فإنَّه في خوفٍ وريبة، ومَن خرج الفرس مِن بيته فإنَّ رجلاً ذات منصبٍ وشرف يخرج من البلاد بموتٍ أو سفر.

الفرس الجموح هوى الإنسان، والعرم مِن الخيل لا خير في رؤيته، وهو أشنع ما يُركب مِن الخيل، وركوب الخيل الجموح دليلٌ على ارتكاب المعاصي، وإصابة هولٍ بقدر صعوبة الفرس، والخيل دون عُدَّة زواجٌ من امرأة بغير عصمة، ومَن ركب خيلاً بلا سرجٍ ولا ركاب فهنَّ نساءٌ يجتمعن في مصيبةٍ أو مأتم، ومَن أراد ركوب خيله فرفض الخيل ذلك فهو رجلٌ سارق يأتي مال غيره دون وجه حقَّ، ومَن وطئت الخيول رأسه، أو جسده، فإنَّه يفقد منصبه، ويناله ذلّة في نفسه.

القلادة على عنق الفرس دليلٌ على الهزيمة، وظفر الأعداء على الرائي، ومَن رأى الفرسان يتنازعون على خيولٍ في الهواء فتلك حربٌ تقع بين الملوك، ومَن نازع فرسه وكان والياً ظهر له خوارجٌ عن حكمه، وإن رأى التاجر ذلك خسر ماله، وإن كان مِن عامَّة النَّاس فذلك نشور زوجته، والفرس المائي عملٌ وهمي لا يتم؛ لأنَّه من الخيول غير الموجودة، وفارسه رجلٌ صاحب كذبٍ وبهتان.

مَن نزل عن ظهر خيله، وخلع عنه سرجه ولجامه، وأطلقه لئلا يركبه مرة ثانية، فإنَّه يطلقِّ زوجته، أمَّا إن أراد العودة إليه، وكان نزوله لحاجةٍ يقضيها، وبقي عليه عدَّته مِن السرج واللجام، فإنَّه يُمسك عن زوجته لحيضٍ فيها أو أذى، وإن نزل عنها ليركب غيرها فإنَّه يتزوج امرأةً ثانية، ومَن نفر مِن خيله فنزل عنها، وبال دماً بعد ذلك، فإنَّه يتركها وينشغل بالزَّني وإتيان المحرَّمات، والدَّابةُ بلا مقودٍ ولا سرج امرأةٌ زانية تروح حيث شاءت، وخيل البريد موت من رآها، وضعف الفرس دليلٌ على ضعف الجاه.

موت الفرس في دار الرائي أو بين يديه دليلٌ على هلاكه، ومَن غَرِق خيله وكان مريضاً مات، ومَن ذبح فرسه ذهبت عنه منفعةٌ كان يرجوا تحققها، ومَن قُطع ذيل فرسه مِن بدايته فإنَّه يموت، ولا يترك خلفه نسلٌ يرثونه، أمَّا إن قُطع مِن أصل منبته فإنَّ أولاده يموتون قبله، ومَن ركب على ظهر فرس ميتة فإنَّه يقع في حزنٍ وهم.