تفسير حلم رؤية آدم عليه السلام في المنام ابن سيرين
مقدمة
ورؤية الأنبياء في المنام بشكل عام هي رؤية حق ، وتأتي في الغالب كما شاهدها الرائي ، ومن هنا فقد ورد العديد من التفسيرات لرؤية العديد من الأنبياء في المنام ، ومنهم رؤية أبو الخلق ءادم عليه السلام نورها بالتفصيل كما جاءت لدى الإمام محمد ابن سيرين رحمه الله .
تأويل رؤية أدم عليه السلام في المنام
وبيّن ابن سيرين أن رؤية الأنبياء خير في التأويل إن شوهد النبي كما وصف لنا في القرءان والسنة ، فمن رأى سيد الخلق أدم عليه السلام على صورته الموصوفة ودون أن تظهر عليه علامات الغضب ، فقد دلت رؤيته على نيل ولاية وعز عظيم ، فإن كلم أدم الرائي في نومه فهو دليل نيل العلم والفقه ، ولربما كلام أدم دليل تنقل الرائي وسفره من مكان لأخر ثم عودته سالماً إلى الديار .
وتدل رؤية أدم في المنام أيضاً على اقتراف الرائي لذنب يجب عليه الاستغفار منه ، كما وتأتي رؤيته في المنام للإشارة على إصابة مُلك أو علم أو مال ، فإن رأى النائم أنه يذبح أدم ، فهو دليل عقوق الوالدين أو أهل العلم .
ومن رأى أدم على هيئة جميلة أو كما وصف لنا فقد نال ولاية وحكماً إن كان أهلاً لتولي الحكم ، وإلا نال رزقاً ومالاً ، وإن شوهد أدم عليه السلام متغير اللون شاحب الوجه ، فهو دليل على سفر الرائي وتنقله والصعوبة التي واجهها في ذلك إلا أنه يعود سالماً إلى الديار .
ومن رأى أنه تحول إلى شكل سيدنا أدم عليه السلام أو تطبع بطبعه وخلقه ، وكان أهلاً للحكم ناله ، وتولى سلطاناً على منطقة عظيمة ، وإن كان عالماً نفع الناس بعمله فعلمهم أو نال منهم علماً فوق علمه .
ورؤية أدم دليل على كثرة الرؤية التي تأتي للرائي ، وذلك لأن سيدنا أدم عليه السلام هو أول من رأى المنامات وشاهد الدنيا فيها ففسر رؤيتها ، كما وتأتي رؤيته عليه السلام لرؤية الخروج للحج أو الرزق من الأولاد وكثرة النسل .
وقيل : رؤية النبي أدم في المنام دليل على كثرة سهو الرائي ونسيانه ، وربما هو دليل على جماعة من أهل المكر والحيل ، وتدل أيضاٌ على مكان تواجد الأفاعي وسمومها ، أو المرتزقة من أهل السحر والظلال .
ومن رأى أن سيدنا أدم جاء في حال ناقصة أو مختلفة ، فهو ضياع مكاسب الرائي ورزقه ، وربما دلت على تغير رئيس صاحل الحلم في معاملته له ، ومن رآه في حالة حسنة فهو دليل رجوع الخير له وازدياده .
تأويل رؤية حالات الأنبياء في المنام
ومن رأى في منامه نبياً أو رسولا وكام مستبشراً أو ضاحكاً ، أو رآه على حاله الموصوفة في القرءان والسنة ، دل ذلك على صلاح الرؤية وصاحبها ، فهو رجل عزيز في قومه شريف بين أهله ، كامل الأخلاق حسن الصفات .
ومن رأى نبياً وقد تغير حال وصفه ، كأن يراه عابس الوجه قاضب الجبين ، أو رآه في حالة صعبة أو حزينة ، فهو دليل المصيبة التي سوف تحل بالرائي ، ثم يأتي الفرج من الله ، فينكشف همه ، وينتهي حزنه ، ويأتي الرزق والهناء له .
وقتل النبي أو الرسول في المنام أو منازعته وقتله أو قتاله فهو دليل خيانة الأمانة ، وذلك مصداقاً لقول الله تعالى ” فَبِمَا نَقْضِهِمْ مّيِثَاَقُهم وَكُفْرِهِم بِآَيَاْتِ الله وَقَتْلِهِمُ الأَنَبِيَاءِ بِغَيْرِ حَق ” ، كما وتدل على نقض العهد والميثاق .
