تفسير حلم سماع أصوات أو كلام الحيوانات في المنام
مقدمة
وتكثر أصوات الحيوانات التي يمكن أم يسمعها النائم في حلمه، والتي قد يكون بعضها منكراً أو غريباً بالنسبة له، كما وقد يرى أنّه قد كلم الحيوانات في منامه، فما هو تفسير سماع صوت الحيوانات؟؟؟ وما هو دلائل تكليمها؟؟ هل هي رؤية خير أم شر؟؟ كل هذه الأسئلة التي قد تراود رائيها ورد لها العديد من الإجابات لدى الشيخ المفسر محمد ابن سيرين رحمه الله.
تأويل سماع صوت وكلام الحيوانات
بيّن الإمام ابن سيرين أن سماع صوت الحصان أو صهيله دليل نيل الهيبة من رجلٌ شريف ذو مكانةٍ وعز، فإن رأى أنّه يكلمه فهو كما سمعه، لأن البهائم لا تعرف الكذب، وأمّا من سمع صوت نهيق الحمار أو الأتان، دلَّ ذلك على وقوعه في تشنيع من رجلٍ سفيه جاهل عدوٍ له، وشحيح البغل نيل صعوبة وهم من رجلٍ غريب.
وأمّا من سمع خوار الثور، وقع في فتنة أو ابتدعها وتبعها، فإن سمع ثغاء الشاةِ دلَّ ذلك على نيله البرِّ من رجلٍ كريم، وصياح الغنم من الكبش أو الجديان دليل السرور والفرح القادمين، وأمّا رغاء الناقة فهي تجارة رابحة أو سفرٌ لنيل أمر عظيم قد يكون الحج أو العمرة، وصياح الخنزير انتصارٌ على الأعداء والظفر بهم وبغنائمهم، كما وقد تدل على نيل الأموال والأرزاق أو إتيان المحرمات، وحثيث الحية وعد بالضرر من عدوٍ خفي، لكن يغلب على يد من أخفى له عداوته، ونقيق الضفدع نيل عملٍ عند الملوك والرؤساء.
وأمّا رؤية الأسد فهو دليل السلطان الجائر، فإن سُمع زئيره دل ذلك على وقوع الخوف في قلب الرائي من الملك، وأمّا ضغاء الهرَّة فهو توبيخ أو تحقيرٌ من خادمٍ لص، وصوت الفأر إصابة ضررٍ من رجلٍ سارق نقاق فاسق، وصوت الظبي إصابة خادمةٍ حسناء من الأعاجم، وصياح الثعلب كيد رجلٍ يتصف بالمكر والحيلة، ونباح الكلب ندامة على أمرٍ قد ارتكبه صاحب الرؤية، ووعوعة ابن آوى هو صياح الضعفاء من النساء والفقراء والمحبوسين، وصياح الفهد كلامٌ من رجلٍ طمَّاع، وصوت النعامة دليل شراء خادمٍ شجاع، وصوت الحمامة امرأة شريفة قارئة مسلمة، وصوت الخطاف موعظةٌ حسنة من رجل حكيم.
تأويل رؤية تكليم الحيوانات
وكلام الحيوانات يأتي كما سمع أو شوهد، وذلك لأنّها لا تكذب، فمن كلَّم حصاناً ناله ما سمعه، وأمّا تكليم الطير فهو صالح بالإجمال، كما ويأتي للدلالة على ارتفاع مكانة صاحب الرؤية وشأنه، فينال العز والمال أو الولاية إن كان من أهلها.
كما وقد تدل تكليم الدابة على الموت، فقد جاء رجلٌ إلى المفسر محمد ابن سيرين فقال له: رأيت أن دابة تكلمني فقال له إنك ميت ثم تلا عليه قوله تعالى “وَإِذَا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُم دَابَةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُم”.
مواضيع متعلقة
التعليقات
- لا يوجد تعليقات حتى الأن ، بادر بكتابة تعليق جديد!