تفسير رؤية دخول الإسلام للمشرك والكافر في المنام ابن سيرين
مقدمة
وقد يرى النائم المشرك نفسه قد اعتنق الإسلام ودخل فيه بالرغم من كفره ، كما وقد يرى المسلم أن أحد المشركين قد دخل الإسلام ، فيتساءل عن تفسير هذا الحلم ومدى احتمالية تحققه ، وهنا نورد أهم ما جاء في التفسير لمثل هذه الرؤية وأقربها للواقع ، والتي وردت عند الإمام محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى .
تأويل رؤية المشرك نفسه يعتنق الإسلام
وبيّن الإمام ابن سيرين تفسيراً مفصلاً لرؤية المشرك نفسه وقد اعتنق الإسلام ، فإن رأى المشرك أنّه قد دخل جنة الإسلام أو أنّه قد أصاب أساور من ذهب وحور من العين ، دلت رؤيته على قرب دخوله للإسلام ، وذلك مصداقاً لقول الله تعالى ” وَحُلُّوْا أِسِاْوِرَ مِنْ فِضّةٍ ” ، وكذلك إن رأى نفسه أنّه دخل حصناً منيعاً ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة جل جلاله قال “يقول الله تعالى : لا إله إلا أنا ، تعالى حصني ، فمن دخله أمن من عذابي ” .
وأمّا إن رأى المشرك أنّه أسلموا واعتنق الإسلام ، أو رأى أنّه متوجهٌ نحو القبلة في الصلاة ، أو رأى أنّه يشكر الله تعالى في منامه ، دلت رؤيته على اقتراب دخوله في الإسلام واهتدائه إليه ، وأمّا إن كان المشرك في دار الكفر وتحول إلى دار الإسلام في المنام ، فهو دليل موته وتحوله من دار الممر إلى المقر والسلام ، فدار الإسلام هي دار الحق والأخرة .
وإن رأى المشرك أنّه كان ميتاً فرجع للحياة أو رأى أنّ صدره يتسع ويرتاح فهو دليل دخوله للإسلام وتركه للشرك وأهله ، وكذلك إن رأى أنّه في سفينة داخل البحر فإنه يدخل الإسلام ، لأن اعتناق الإسلام هي مركبة النجاة له .
والإسلام في المنام للمشرك دليل النجاة من الكفر والعذاب يوم القيامة بإعلان إسلامه ، ومن رأى من أهل الشرك أنّه يتلفظ بالشهادتين في المنام ، فهو دليل الخلاص من شدّته والدخول في رخاء الإسلام العظيم ، وأمّا إن كان مرغماً على قولها وقع في الكرب والمكروهات .
تأويل رؤية المسلم نفسه يدخل الإسلام
وإن رأى المسلم في منامه أنّه يدخل إلى الإسلام مرة أخرى ويعتنقه بالرغم من معرفته أنّه مسلم ، فهو صلاح أمر دينه ودنياه ، فيستقيم أمره ، ويصلح معاشه ، وسهل خلاصه ، فإن رأى مسلم أنّه أسلم مرة ثانية فهو دليل سلامته من العلل والأمراض ومصائب الدنيا أو كروبها ، وإن رأى المسلم أنّه يغادر دار السلام والإسلام إلى دار الشرك فهو دليل تحوله من الإسلام إلى الكفر والشرك ، فيرتد عن دينه ويناله عاقبه ذلك .
وإن أرتد المسلم عن دينه في اليقظة ثم رأى أنّه تلفظ بالشهادتين في نومه ، فهو دليل عودته إلى دياره إن كان مهاجراً أو أنّه برَّ والديه إن كان عاقاً لهما أو ردهما إن كان تخلص من وجودهما عنده ، وإن كان مسلماً فنطق بالشهادتين ، صدق عمله وخلص لوجه الله تعالى ، ثم يستقيم أموره في ذلك بإذن الله .
تأويل رؤية تحول الدين في المنام
وإن رأى المسلم أنّه تحول إلى الكفر بعد إسلامه ، فهو دليل ايمانه بما يعتقده المشركين من دين أو أفكار ، فمن رأى أنّه تحول مجوسياً فهو دليل الردة ونبذ الإسلام ، وإن أصبح يهودياً دلت على تركه لفرائض الإسلام وتصيبه عاقبة تركه لها في حياته وقبل موته ، فإن رأى أنّه ينعت باليهودية فيرضها ، فهو دليل الكرب والهم التي يقع فيه ، ثم يسخر الله له أسباب الخروج منها وتهوينها عليه .
ومن رأى من المسلمين أن دينه قد فسد ، دلت رؤيته على فهو الرزق من الولد ، ومن رأى أنّه يقرأ التوراة والإنجيل فلا يفهم معانيهما ولا يفقه فيهما شيء فهو دليل فساد العقيدة والمذهب التي يتبعه الرائي في منامه ، وإن رأى أنّه يلبس لباس راهب لتحوله لذلك في المنام ، فهو دليل دخوله في البدع والإفراط بها واتباعها ، كما وتدل على أنّه ممن يدعو الناس لاتباع الهوى والبدع والضلال .
مواضيع متعلقة
التعليقات
- لا يوجد تعليقات حتى الأن ، بادر بكتابة تعليق جديد!