تفسير حلم رؤية أكل التراب في المنام لابن سيرين

تفسير حلم رؤية أكل التراب في المنام لابن سيرين

رؤية أكل التراب في المنام هي رؤية خير لصاحبها في حال أخذه من أرضٍ مملوكاً له، فهو مالٌ وعزةٌ وقوة وبشارةٌ بالنصر بعد ظلم واقع، إلا أنت التفسيرات تحمل بعض وجوه الشر في حال اختلاف أماكن الحصول عليه وأحوال أكله ومدى ملامسته لجسم الرائي وغباره.

جاء في خير رؤية أكل التراب في الحلم

يدلُّ التراب على المخلوقات من البشر والدواب ذلك لأنَّه أصل مادة خلقهم، ويشير أيضاً إلى الدُّنيا ومتاعها من الأنعام والأموال، فالغني إنسانٌ تَرِب، وربَّما جاء ليدل على الفقر وأماكن تواجد الأموات وهي القبور الذي فراشها التراب، والحفر في التراب سفر، مصداقاً لقوله تعالى { وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ}، وأكل التراب مالٌ مكتسب من عمل، والمشي على التراب النظيف سعي في جمعه.

يشير التراب إلى النكاح، فإن رأى الأعزب أنَّه يحفر في أرضٍ ليخرج منها ترابها دلت رؤيته على الزواج، فالأرض الزوجة، وترابها غشاؤها، وحفره فيها دخوله عليها، وأكله للتراب فضُّ غشائها، وقد يدل التراب بهذا المعنى على دم عذريتها أو مالها الذي يأكله بأكله للتراب، وإن كان صياداً فأكله للتراب يدلُّ على صيده وكسبه.

أمَّا الحفر في التراب فيدل على المكر والخديعة في الأصل، وأكل التراب هنا يشير إلى التغلب على المغدور والإيقاع به، وضرب الأرض بالتراب نيلٌ للرزق والكسب، وجمع التراب وأكله دليلٌ على كسب المال وجريانه في يديه، ذلك إن كان قد جمعه من أرضٍ له، فإن كانت غير مملوكةٍ له فالمال لصاحب الأرض والخيرُ عائدٌ عليه.

أمَّا من حمل شيئاً من التراب في يديه نال خيراً بمقدار ما حمله، ومن جمع التراب من سقف بيته أو كنسه فإنَّه يمكر بامرأة ويأخذ مالها وقد تكون زوجته، فإن جمعه من حانوت عمله فذلك المال من تعبه، فإن أكله فهو دليلٌ على إنفاقه فيما ينتفع به، وإن رمى به خسره وأنفقه بلا فائدة.

ومن رأى أنَّه يستف شيئاً من التراب فهو مالٌ يصيبه بقدر ما أكل منه، فالتراب مال، وإن مطرت السماء مع الماء بعض التراب ولم يكن الغالب دلَّ على إصابة خيرٍ لصاحب الرؤية على الغالب.

جاء في شر رؤية أكل التراب في الحلم

يشير التراب إلى القبرِ خاصةً إن كان الرائي مريضاً، وربما دلَّ على ترب الرجل وهو معاناته الفقر والحاجة، فمن عفر بالتراب على وجهه او ملابسه أو أكل شيئاً منه مرغماً وكان غنياً دلت رؤيته على افتقاره بعد فقده لماله كله، فيناله بذلك المذلة والحاجة بعد عزٍ وجاه، فإن كان ممن يحملون الوديعة لغيره طلبت منه فزالت من يده واحتاج بعدها.

إن كان التراب دليلٌ على الفقر فأكله جوعٌ والجلوس فوقه دليلٌ على سعي الجالس بين الناس في البحث عن عملٍ يشبع فيه نفسه، وقد يأتي أكل التراب أيضاً كدليل على اشتاه الطعام وعدم القدرة على إشباع النفس منه.

يشير أكل التراب أيضاً بعد كنسه من البيت على الاحتيال ونيل مالٍ من الزوجة، فإن رماه بعد كنسه فسوف يفقد ذاك المال، ومن عثا بالتراب على رأسه وقع في الهموم والمصائب، وربما نال مالاً من توبيخ، ومن حثى بالتراب على وجه غيره فإنَّ الحاثي بنفق ماله على من حُثي عليه التراب فيذله، وإمطار السماء للتراب الخالص دليلٌ على وقوع العذاب عليها.

قيل: التراب مال والغبار من أصله، وهو دليل الطمع والبطر، أو هو إتيان الباطل والإسراف في الخوض بالمعاصي، وربما دلَّ الغبار المتناثر على انتشار الفتنة والبدع، فالغبار انتشار فتنة مثلما ينتشر الغبار.