همزة الوصل وكيفية الابتداء بها



ما هي همزة الوصل؟ وأين تقع؟ كيف يتم الابتداء بهمزة الوصل في الأسماء؟ ما هي حركة همزة الوصل في الأفعال؟ هل تأتي همزة الوصل في الحروف وكيف يتم الابتداء بها؟ داخل هذا المقال سيتم تناول هذا الموضوع بالتفصيل.

همزة الوصل وكيفية الابتداء بها

تعريف همزة الوصل

المعلوم لدى العرب جميعاً أنَّه لا يُمكن الابتداء بكلمة أولها حرف ساكن، ولمَّا كان بعض كلمات اللغة العربية تبدئ بحرفٍ ساكن، وقد تقتضي الحاجة الابتداء بها، جيء بهمزة وصل في أول الكلمة؛ ليتم التوصل بها لنطق الحرف الساكن.

همزة الوصل : ” هي الهمزة الزائدة في أول الكلمة، الثابتة عند الابتداء بالكلمة  الساقطة عند وصل الكلمة بما قبلها.



وسبب سقوطها عند وصل الكلمة بما قبلها؛ لأنَّ الحرف الساكن في أول الكلمة قد اعتمد على حرف قبله، فلا حاجة إذا إليها.

أمَّا الفرق بينها وبين همزة القطع : أن همزة القطع حرفٌ أصليٌ من حروف الكلمة، وينطق بها عند الابتداء بالكلمة وعند وصلها بالكلمة التي تسبقها.

سُمِّيت همزة الوصل بهذا الاسم؛ لأنَّها يتوصل بها إلى نطق الحرف الساكن في أول الكلمة عند الابتداء به، وتوجد همزة الوصل في الأسماء والأفعال والحروف.

همزة الوصل في الأفعال

تأتي همزة الوصل في الأفعال الماضية، وأفعال الأمر، ولا تأتي إلا في :  الفعل الماضي الخماسي والسداسي، أمَّا في الخماسي مثل الفعل ( اقترب ) في قوله تعالى { اِقْتَرب للنَّاس حسابهم وهم في غفلة معرضون}، أمَّا السداسي مثل الفعل (استكبر) في قوله تعالى { إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين}، أمَّا الماضي الثلاثي والرباعي المبدوآن بالهمزة، فالهمزة فيهما همزةُ قطع تثبت عند الابتداء والدرج نحو الأفعال ( أمر، أذن، أكرم، أحسن).

فعل الأمر من الثلاثي والخماسي والسداسي، أمَّا الثلاثي مثل الفعل (اضرب) في قوله تعالى { فقلنا اضرب بعصاك الحجر}، أمَّا الخماسي مثل الفعل (انطلقوا) في قوله تعالى { انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون}، أمَّا من السداسي مثل الفعل (استغفر) في قوله تعالى { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم}، أمَّا فعل الأمر الرباعي المبدوء بالهمزة، فالهمزة فيه همزة قطع، نحو (أكرمي، أصلح، أحسن).

أما عن كيفية الابتداء بحركة همزة الوصل في الأفعال فإمَّا أن تأتي مضمومة أو مكسورة، ويتم الحكم على ذلك مِن خلال النظر إلى حركة الحرف الثالث في الفعل، وهي كالتالي :

  • همزة وصل مضمومة : يُبتدأ بهمزة الوصل في الأفعال بالضم إذا كان ثالث الفعل مضموماً ضماً لازماً (أصلياً) في الكلمة، نحو الفعل (اُدع) في قوله تعالى {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}، ونحو الفعل (اُنظر) في قوله تعالى{انظر كيف ضربوا لك الأمثال}، ونحو الفعل (اُستحفظوا) في قوله تعالى {بما استحفظوا من كتاب الله}.
  • همزة وصل مكسورة : يتم الابتداء بهمزة الوصل بالكسر إذا كان الحرف الثالث في الفعل مفتوحاً نحو الفعل (اِنقلَبوا) في قوله تعالى {وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين}، أو كان ثالث الفعل مكسور مثل (اِصبر) في قوله تعالى {اصبر على ما يقولون}، أو كان مضموماً ضماً عارضاً، ولم يقع ذلك الضم العارض في القرءان إلا في خمسة أفعال (اقضوا، ابنوا، امشوا، امضوا، ائتوا) في قوله {ثم اقضوا إلي ولا تنظرون}، وقوله تعالى {فقالوا ابنوا عليهم بنيانا}، وقوله تعالى {ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون}، وقوله تعالى { وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على ءالهتكم}، ويستدل على الضمة العارضة إذا خاطبنا من الفعل المثنى والأمر ثمَّ انقلبت الواو أو الضمة إلى ياءٍ أو كسرة مثل (اِقض، اِقضيا).

همزة الوصل في الأسماء

تنقسم الأسماء في اللغة إلى أسماءٍ قياسيةٍ وسماعية، ويتم الابتداء بهمزة الوصل فيها دائماً بالكسر.

أمَّا الأسماء القياسية (وهي المقيسة على قاعدة معروفة، كقولهم : كل مصدر خماسي أو سداسي همزته همزة وصل، وكل اسم فاعل من الفعل الثلاثي يأتي على وزن فاعل).

وتأتي همزة الوصل في الأسماء القياسية ولا تأتي إلا في : مصدر الفعل الماضي الخماسي نحو المصدر ( اِبتغاء) في قوله تعالى { ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضات الله}، والمصدر (اختلاف) في قوله تعالى { إن في اختلاف الليل والنهار}، ومصدر الفعل الخماسي والسداسي، مثل المصدر (استعجال) في قوله تعالى { ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم}.

أمَّا الأسماء السماعية ( وهي التي وردت عن العرب دون الرجوع إلى قاعدة معينة)، فورد منها في القرآن سبعة أسماء، وهي :

  • اِبن : سواءٌ كانت مضافاً إلى ياء المتكلم، أو للاسم الظاهر، نحو قوله تعالى { إن ابني من أهلي}، وقوله تعالى {ما المسيح عيسى ابن مريم قد خلت من قبله الرسل}.
  • ابنة : سواءٌ كانت مفردة أو مثناة، نحو قوله تعالى { ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها}، وقوله تعالى { قال إني أريد أن أنكحك إحدى بنتي هاتين}.
  • امرأ : مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً، مثل قوله تعالى { إن امرؤا هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك}، وقوله تعالى { ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً}.
  • امرأت : مفردةٌ كانت أو مثناة، نحو قوله تعالى { ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأت نوحٍ وامرأت لوط}، وقوله تعالى { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً}، وقوله تعالى { ووجد من دونهم امرأتين تذودان}.
  • اثنين : نحو قوله تعالى { إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار}، وقوله تعالى { يأيها الذين ءامنوا شهدة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدلٍ منكم}.
  • اثنتين : مضافاً أو غير مضاف، نحو قوله تعالى { فانحبست منه اثنتا عشرة عينا}، وقوله تعالى { فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك}.
  • اسم : مضافاً لاسم ظاهر أو لضمير، نحو قوله تعالى { ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}.

همزة الوصل في الحروف

وهي لا توجد إلا في (ال) التعريف، نحو قوله تعالى { الرحمن (1) علم القرءان(2) خلق الإنسان (3) علمه البيان} أول سورة الرحمن، ويبتدئ بها بالفتح دائماً.

ونخْلص مِن ذلك إلى :

  1. نبدأ همزة الوصل  بالفتح في (ال) التعريف أي الحروف.
  2. تحذف همزة الوصل لفظاً وخطاً من ( ال) التعريف إذا دخلت عليها لام الجر، نحو قوله تعالى { إنَّ للمتقين مفازا}، وقوله تعالى { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}، أمَّا إذا دخلت عليها باقي حروف الجر فإنَّها تثبت خطاً، وتُحذف لفظاً، نحو قوله تعالى { الذين يؤمنون بالغيب}.
  3. إذا دخلت همزة الاستفهام على الأسمار المعرفة ب(ال) فتبقى همزة الوصل، ولا تحذف؛ وذلك لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر، فيتغير المعنى، مثل قوله تعالى { قل ءالذكرين حرم أم الانثيين}، وقوله تعالى { ءالئن وقد كنتم به تستعجلون}، وقوله تعالى { ءالله خير أما يشركون}.
  4. نبدأ همزة الوصل بالكسر في الأسماء القياسية والسماعية.
  5. نبدأ همزة الوصل بالضم في الأفعال الذي ثالثها مضموم.
  6. نبدأ همزة الوصل بالكسر في باقي الأفعال المفتوحة والمكسورة والمضمومة ضماً عارضاً.



التعليقات
  1. لا يوجد تعليقات حتى الأن ، بادر بكتابة تعليق جديد!

لن يتم نشر بريدك الالكتروني للعامة ، الحقول المطلوبة معلمة بالعلامة '*'

*

أحكام النون الساكنة والتنوين

أحكام النون الساكنة والتنوين

أحكام الميم الساكنة

أحكام الميم الساكنة