تفسير حلم السباحة وتأويل رؤية العوم أو الطفو في الماء
السباحة أو العوم والطفو في الماء هي نشاطاتٌ يمارسها محبي دخول الماء من أجل الاستجمام أو اللهو، وهي هوايةٌ محببةٌ لدى الكثيرين تعمل على تنشيط عضلات الجسم والقلب، ونجد الكثيرين من النَّاس يرتادون هذه الهواية في فصل الصيف خاصَّة، حيث درجات الحرارة المرتفعة، والأجواء الحارَّة، وقد أمرنا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن نتعلَّم السباحة ونُعلِّمها لأبنائنا مع الرماية وركوب الخيل، وتشمل السباحة مهارات الغوص والعوم أو الطفو في الماء من أجل تحقيق سباحةٍ أسهل.

نقدِّم لكم تفسير حلم السباحة وتأويل رؤيا العوم أو الطفو في الماء، سواءٌ السباحة في ماء البحر، أو السباحة في ماء النهر، والعوم والطواف على الماء، وذلك كما ورد في كتاب تفسير الأحلام الكبير، ومعجم تفسير الأحلام.
خير ما قيل في الرؤيا
رؤيا السباحة، من رأى أنَّه دل البحر وهو يمارس السباحة بمهارةٍ، وكان عالمِاً، أو صاحب علمٍ دينيٍ أو دنيوي؛ فإنَّه يبلغ من العلمِ حاجته ومراده، وينال ما شاء من الدراية والمعرفةِ في كلّ العلوم التي سعى لها، ومن رأى أنَّه يسبح في الماء أو كان ماهراً في العوم والغوص فإنَّه ينجو من أمرٍ عظيمٍ بقدرته وذكائه دون أن يتلقى المساعدةَ أو يخاف من أمر، ومن خاف من السباحة، أو كان لا يقدر على الطفو فوق الماء، فإنَّه يخاف من سلطان، ومن نجا من الغرق بأن طفا أو قام بالعَومِ على سطح الماء فتلك نجاته من كيد السلطان.
من دخل البحر ولجّته بالسباحة، أو كان يطفو فوق الماء، أو رأى نفسه يغوص في أعماق الماء ويتجاوز أمواجه الهادرة حتى أحسن السباحة فيها، دلَّ ذلك على دخوله في أمرٍ عزيزٍ أو عظيم، ونيله ولايةً كبيرةً إن كان أهلاً لتولي الحُكم المُلك، فيتمكن من نيل المُراد، وينال عزَّاً، وقوَّةً، ومن قام كان يطفو في الحلم على قفاه فإنَّه يتوب، ويرجع عن معصية.
العوم على الظهر أو البطن يشير إلى التوبة، والرجوع عن المعاصي والآثام، ومن كان جريئاً في السباحةِ وهو يجيد الطفو فوق الماء بمهارةٍ فإنَّه يسلم من أمرٍ وينال النّجاة من هم، وإن رأى السلطان أنَّه أراد السباحة في بحرٍ، وكانت أمواج البحر مضطربة دلَّ ذلك على أنَّه يقاتل مُلوكا، فإن استطاع أن يقطع البحر سباحة فإنَّه يقتل ذلك المَلِك.
من استيقظ من نومه وكان قد نجا من السباحة أو قطع من السباحة ما شاء حتى صار في مأمنٍ فهو خيرٌ من الذي استيقظ قبل أن يرى ذلك وهو في الماء يسبح، وقيل: من أتقن السباحة أو الغوص والعوم فإنَّه يغلب خصمه، وينتصر عليه.
من دخل في عرضِ الماء بالسباحة وأوشك أن يغرق ثمَّ نجا قبل استيقاظه بأن طفا فوق الماء، أو قدِرَ على العوم فوق سطح الماء، فإنّه ينجو من شدّةٍ أو كربٍ عظيم، ومن رأى سفينةً قد أتت لتنقذه من الغرق فقام بالركوب فوقها ونجا من الغرق فإنّه يأتيه الفرج والنَّجاةُ من حيث لا يدري.
المشي فوق الماء في البحر دليلٌ على حُسن الدِّين والاعتقاد، وعلى صحِّةٍ ويقينٍ فيما يتبعه الإنسان المُسلم، وقيل بل هو سفرٌ فيه خير.
شر ما قيل في الرؤيا
حلم السباحة، السباحة على البرِّ تشير إلى وقع صاحب الرؤيا في الحبس أو الأسر، وينال ضيقاً في محبسه، فربَّما يدخل في زنزانةٍ ضيِّقة، أو سجنٍ معتمٍ، ويمكُثُ فيه بقدرِ ما رأى من صعوبةٍ في السباحة سواءٌ في العوم أو الطفو، وبقدرِ سهولتها أيضاً، ويرتبط المعنى بدرجة قوَّته في تخطِّي المحن التي تعترض صفو حياته وتعكّرها.
رؤيا السباحة إن كان معها الخوف فهي شر، فمَن سبح أو قام بالغوص وهو خائف دلَّ ذلك على أنَّه ينال خوفاً، أو مرضاً، أو حبساً، وذلك على قدرِ بُعده عن البرِّ، وإن خاف لحدٍّ أوشك به على الغرق أو ظنَّ نفسه هالكاً ولن ينجو لعدم قدرته على الطفو فوق الماء، فإنَّه يموت وهو مهومٌ يكابد الأحزان والأمراض، ولا يتحقق له من أموره شيئاً مما شاء إلا أن يأذن الله بذلك له قبل موته.
من سبح أو رأى أنَّه يغطس في وادٍ مستوٍ حتى بلغ موضعاً يريده؛ فإنَّه يدخل في عملِ سلطانٍ جائرٍ ظالم، جبَّار، يطلب منه حاجةً يقضيها له، ويتمكَّن منه، ويؤمنه الله تعالى من كيده ومكره على قدرِ جريه في الوادي أو عومه.
إن جفّ البحر أو النهر أثناء سباحة أو غوص السلطان فيه فذلك دليلٌ على ذهاب دولته، فإن عادت الماء إليه عادت إليه دولته، ومن سبح وعاد إلى الشاطئ من حيث بدأ فإنَّه يطلب العلم ثمَّ يتركه، ومن سبح في ماء البحر الراكدة أو غاص أو أخذ يعوم فإنَّه يدخل في عملِ الملوك ولا ينال خيراً.
من اختنق وهو يسبح في الماء أو غرق وهو يحاول الغوص أو العوم فإنَّه يتعرض لشدائد في مكانِ عمله، أو في الماء أثناء سباحته، ومن سبح في عَرْضِ البحر حتى أصبح لا يرى مكان سباحته فإنَّه يهلك في أمرٍ عظيم، ومن رأى الماء قد غمرت حتى ماء غرقاً في البحر فإنَّه يموت شهيداً.
تفسير حلم العوم في المنام
حلم السباحة والعوم فوق الماء تشير إلى مهارة الرائي وقدرته في تجاوز المحن والصعوبات التي تواجهه، ومن رأى نفسه يعوم فوق الماء في أحد مناطق السباحة سواءٌ البِرْكَةِ أو البحر، فإنَّه يستطيع تجاوز المحن دون أن يخاف أو يتعرض لأذى، ومن وجد السباحة والعوم أمراً سهلاً عليه في المنام رغم أنَّه لا يقدر عليها في يقظته فإنَّه يحاول أن يتجاوز أمراً يسبب له الضجر ويقدر على ذلك.

ما سبح وأخذ يعوم على الماء وهو يخاف أن يغرق فإنَّه يقدر على حلِّ الأمور المعقدةَ في حياته، لكنَّه يحتاج إلى المساعدةِ أحياناً، وربَّما تراكمت الهموم والأحزان على كاهل صاحب الرؤيا حتى صار لا يقدر على حلِّها.
العوم على الماء يعني القدرة على العمل والكسب رغم الصعوبة، ومن كان يفضل العوم على ظهره فهو يحاول أن يتجاوز الذنوب ويبتعد عن المعاصي، وله من ذلك على قدرِ ما شاء إن أراد أن يترفع بنفسه عن هذه الأفعال، والاغتسال بالماء يعني التطهُّر من المعاصي والذنوب، والتوبة إلى الله والرُّجوع إليه.
ومن رأى أنه يمشي على وجه البحر أو النهر بدلاً من أن يسبح، فهو دليل صحة دينه وإقباله على الله بقلب المتوكل عليه، وإن رأى أن الماء يجري على سطح بيته، فهو دليل الهموم التي تقع عليه، وربَّما دل المشي على سطح البحر على قرب سفر الرائي .
تفسير حلم الطفو في المنام
الطفو أثناء السباحة في المنام لها دلالاتٌ معانٍ تشير إلى البركة والخير، والنَّجاةِ؛ ذلك إن كان من يطفو على الماء قادرةً على فعل ذلك لمهارته في السباحة، وقدرته على التَّحكم في جسده داخل الماء، أو كان يطفو ليريح جسده من تعب السباحة، ويمنع حدوث مكروهٍ له قد يسبب له الغرق أو الدخول في الماء.
أمَّا الطفو في الماء لمن كان لا يقدر عليه فذلك دليلٌ على موته؛ خاصَّة إن كان ذلك بعد غرقٍ أو تعبٍ من السباحة واختناق، ومن دخل في الماء ولم يقدر على الطفو فوقه ودخل إلى أعماقه وهو محتبس الأنفاس دلّ ذلك على عدم قدرته في التغلب على مشاكل حياته، وهموم دنياه التي يعيش فيها، وغرقه في الهموم.
وإن رأى النائم أن السلطان يسبح في البحر الهائج، فإنه دليل على مقاتلة ذاك السلطان لأمثاله من الأمراء والملوك، وإن قطع السلطان البحر كله سباحةً فهو دليل قتل ذاك الملك، وكذلك الحال أن شوهد جفاف البحر أو النهر أو الوادي، فإن عاد الماء للجيران فيها فهو عودة الملك أو الدولة.
ومن رأى في منامه أنه يسبح في نهر أو بحيرة أو بركة مياه، ثم اختنق حتى أُغمي عليه وفقد السيطرة على نفسه، وطفى على وجه الماء كالسمك الميت، فهو إنسان لا يتقن السباحة والغوص، وهو يعاني الكرب في الماء كما يُكرب السمك في سباحة البر.
تفسير رؤيا الغوص
ومن رأى أنّه يسبح بمهارة وقوة ولا يهاب البحر برغم عظمته، وهو قادرٌ على الغوص بمهارةٍ دلت رؤيته على سلامته في الدنيا من الشرور والهموم والأحزان، أو لربما هي دليل قوة الرائي وبراعته في أداء عمله الذي يعيش منه، ومن شاهد في منامه أنّه دخل في البحر فسبح حتى انتهى من السباحة وعاد إلى الشاطئ سالماً، فهو دليل طلبه للعلم بجهد حتى إذا نال ما شاء عاد فتركه، ومن عبر البحر بالسباحة أو الغوص ووصل إلى نهايته الأخرى لبدايته ففي رؤياه دليل على النجاة.
وإن رأى النائم أنه قد نجا من الماء بالسباحة والغوص فهو دليل الخير القادم للرائي من هذا الحلم إن لم يستيقظ منه قبل النجاة، فإن استيقظ قبل النجاة وهو خائف من الموت، وهارب منه بالسباحة، فهو دليل المصائب والهموم التي سوف تقع على الرائي في اليقظة.
وقيل: من رأى أنّه يسبح في المنام، فهو دليل مخاصمة الأعداء أو مبارزتهم ، فإن انتهى من سباحته سالماً انتصر على أعدائه، وإن غرق فيه أو فقد القدرة على النجاة ولم يعد قادراً على الغوص أو الطفو في الماء تغلب عليه أعداؤه ، ومقاومة الرائي للبحر بقوَّةٍ ومهارةٍ لينقذ نفسه من الهلاك فيه دليلٌ على مقاومته للعدو.
ومن رأى في المنام أنّه يغوص في البحر وذلك لإخراج اللؤلؤ أو الجواهر منه فهو دليل على أنّه يطلب الذهب أو الغنى في الواقع، فإن أخرج اللؤلؤ نال جارية من جواري الملك أو مالاً من أمواله، أو هو دليل الرزق والحصول على المال من طرف أخر، وإن غاص فالتقط الرمل أو الوحل ، فهو دليل الهم الذي يصيبه من رئيسة أو السلطان .
مواضيع متعلقة
التعليقات
- لا يوجد تعليقات حتى الأن ، بادر بكتابة تعليق جديد!