تفسير حلم إمساك الغيوم وهل في رؤيته خير أم شر في المنام؟
تفسير حلم إمساك الغيوم وهل في رؤية ذلك خير أو شر في المنام؟ جاء في كُتب تفسير الأحلام عند ابن سيرين تفسير معنى رؤية الغيوم أو السحاب في المنام على اختلاف حالات الرؤيا وما فيها من دلالاتِ خيرٍ او شر، ومِمَّا ورد في هذه الحالات هي معنى أو تفسير حلم إمساك الغيوم بعد الوصول إلى الغيوم ومخالطة السحاب. يتساءل النائم في نفسه هل هي رؤية خير؟ أمَّا هي رؤية شر؟ وهل في رؤية الغيوم خير؟ أم هي شر؟ هل يشير إمساك الغيوم إلى معاني الرفعة ونيل الهدف؟ هل تفسير مخالطة الغيوم لها دلالات شر؟
إنَّنا في فريق عمل مجلة زهر القرنفل سوف نتناول ما ورد لدى العلامة الإمام محمد ابن سيرين حول خير ما قيل في تفسير حلم إمساك الغيوم في المنام، وشر ما جاء في تفسير حلم إمساك الغيوم في المنام، ودلالات مخالطة السحاب في المنام والحلم.
خير تفسير حلم إمساك الغيوم في المنام
رؤية إمساك الغيوم وما ورد في خير رؤيتها عند الإمام ابن سيرين، فإنَّ من رأى في المنام أنَّه قد أمسك بالسحاب أو خالط الغيوم ولم يحمل منها شيئاً فإنَّه يخالط العلماء ويتعلم منهم علماً لن ينتفع به، وأمَّا إمساك الغيوم وركوبه ففيه دلائلٌ على ارتفاع الشأن، وعلو المكانة، والاشتهار بين النَّاس بشديد الحكمة والحِنكة.
ومن رأى أنَّه يخالط الغيوم أو رأى أنَّه يُمسك بالسحب في منامه فذلك دليلٌ على تقرُّبه من رجلٍ ذو مكانةٍ رفيعةٍ كالسلطانِ او الحاكم، وربَّما كان رجلاً صاحب نفوذٍ كبيرٍ ومالٍ واسع، ويتميز برقيق قلبه وشفقته على من حوله.
وأمَّا إمساك السحاب الأسود في المنام، فإنَّ من رأى أنَّه يُمسك الغيوم وكان سوداء فإنَّه رجلٌ شديد الحكمة لا يغشى الصعاب والمِحن، ومن ركب سحابةً فارتفعت به وأمرطت ذهباً عليه فإنَّه يتعلم الأدب والحكمة من رجلٍ ما.
ومن رأى أنَّه وصل إلى السحاب وقام بإمساك الغيوم دلَّ ذلك على بلوغه العِلم، والبيان، ومن بلغ الغيوم وركب فوقها ورأى أنَّها تسير به وهو يُمسك بها، فتلك سفره في سفينهٍ سوف يجري في البحر، كما تجري السحب في السماء بدفع الهواء، وإمساك السحاب الماطر يشير إلى الحوامل من النساء، وأمَّا إمساك الغيوم إن كانت ذات لونٍ أبيض ففيه دلالةٌ على شديد البركة والخير الذي سوف يناله الرائي.
والذي يرى في المنام بأنَّه قد أمسك بالغيوم وأخذ منها شيئاً وأكله، فإنَّ رؤيته تدل على أنَّه سوف يُرزق بمالٍ حلالٍ لا شبهةَ فيه، كما وقد تشير إلى استفادة الرائي من علمٍ قد تعلمه بعدما خالط العلماء ورجال الفقه والبيان.
ومن وصل إلى السحاب أو الغيوم في المنام وكان عقيماً فإنَّ رؤياه تشير إلى حَمْلِ زوجته؛ وذلك إن كان يرغب بذلك الحَملِ، وربَّما كان ينتظر قدوم الإبل التي سوف تصل إليه وهي تحمل الخير من البضاعة والأرزاق؛ إن كان له شيءٌ من ذلك.
ومن رأى أنَّه يقوم بإمساك الغيوم وجمعها، سواءٌ بيده أو بذاتِ طريقةٍ تصلح في ذلك، فإنَّه قد نال مِن العِلم والمعرفة ما يغنيه عن طلب معونة أحد، أو مشورته، والذي يشعر في منامه أنَّه قد امتلك شيئاً من الغيوم أو السحاب فإنَّ رؤيته تشير إلى أنَّه سوف ينال منصباً يولجه الولاية وكثرة المال والأعوان.
إمساك الغيوم لِمن رآها في بيته، أو إمساك السحاب لِمن نزلت عليه وهو راقدٌ في مضجعه، وكان كافراً تشير إلى الإسلام، ومن رأى أنَّه أمسك بالغيوم وهو مؤمن فذلك دليلٌ على نيله العِلم والمعرفة، وربَّما رُدَّت إليه سُفُنُه وإبله، ومن ركب فوق الغيوم فإنَّه سوف يتزوج من امرأةٍ ذات خُلُقٍ رفيعٍ إن كان أعزباً، وإن كان طالباً لعلمٍ أو مالٍ أو منصبٍ حسنٍ وصيتٍ رفيع فسوف ينال ما شاء من ذلك بإذن الله.
ومن رأى أنَّه يُمسك بيده أو إحداهما غيمة ويقوم بعصرها لتُسقط المطر فذلك دليلٌ على شديد ذكائه الذي سوف يساعده في نيل العِلم، وإمساك الغيوم في منام الحاكم أو صاحب المنصب يشير إلى عدله وشفقته.
ومن رأى السحاب الخفيف المحمَّلِ بالماء فذلك سُلطانٌ شفيق، ومَلِكٌ جسيم، ومن خالط السحاب فإنَّه يرافق رجلاً من هؤلاء، ومن أكل السحاب فإنَّه ينتفع من رجلٍ بمالٍ حلالٍ، أو حكمةٍ، وإن جمعه نال حكمةً من رجلٍ مثله، فإن ملكه نال حكمةً ومُلكاً. فإن رأى أنَّ سلاحه من سحابٍ فإنَّه رجلٌ كثير الحج أو محجاج.
من رأى أنَّه ينبي داراً فوق السحاب دلَّت رؤيته على أنَّه سوف ينال منزلاً رفيعةً في دينا شريفةً يُرزق بظلّها بالمال، والحكمة، والرِّفعة، وإن بنى قصراً على السحاب فإنَّه يتجنب الذُّنوب في حياته بحكمته ويستفيد منها، وينال من الخيرات الشيء الكثير، ومن رأى في يده سحاباً يُمطر مطراً فغنَّه ينال حكمة، ويجري على يديه أمرٌ فيه خيرٌ وبركة، فإن رأى السحابة في يده قد تحولت إلى سحابةٍ كبيرةٍ تُمطر على النَّاس، فإنَّه ينال مالاً، وينال النَّاسُ منه نفعاً وخيراً كثيراً بإذن الله.
شر تفسير رؤية إمساك الغيوم في المنام
بلوغ السحاب في المنام يشير إلى العساكر، والرِّفاق؛ وذلك لِحملها الماء الذي يدلُّ على الخَلْق الذين كان أساس خلقهم من ماء، وقد يشير الوصول إلى السحاب إلى معاني الإبل القادمة بما ينبت بالماء كالطَّعام، والكتَّان؛ لما قيل؛ إنَّها تدلُّ على السَّحاب؛ لقوله تعالى {أَفَلَا يَنْظُرُوْنَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَت}.
تشير رؤيا السحاب أو بلوغ السحاب إلى عوارض السلطان، وشدَّة عذابه، وأوامره الظالمة التي لا تراعي العدل ولا الإحسان؛ وذلك إن كان معها ما يدلُّ على العذاب من سواد لون السحب، أو كثرة الصواعق التي ترافقها، أمَّا من رأى السحاب وهي تمطر بالحجارة فذلك نذير شؤمٍ؛ لأنَّ بهذا النوع من السحاب قد حلّ العذاب بأهل الظُّلَّة حين حسِبوها عارضةٌ ممطرهم، فأتتهم بالعذاب الشديد.
أمَّا من رأى السحاب تتساقط من السماء بالأرض، أو رآها نزلت على البيوت، أو في الفدادين التي تملؤها المزروعات، أو على الشجر والنَّباتات في الطرقات؛ دلَّت ذلك على سيولٍ شديدة تجرف ما في طريقها، وربَّما هي أمطارٌ غزيرةٌ مدمِّرة، أو جرادٌ، أو قطا، أو عصفورٌ يتلف الزرع.
من رأى مع السحاب ما يشير إلى وقوع الهم والمكروه، كأن تكون معها ريح السّموم، أو الحَجَر أو الحيَّات، أو العقارب؛ فإنَّ تفسير رؤية ذلك يشير إلى وقوع غارةٍ تستهدف تلك البقعة، فتغير عليهم جماعةٌ أو عسكرٌ يطرقونهم من أماكنهم، أو نعيٌ لبعض من سافر في قافلةٍ، أو هو مغرمٌ من مالٍ يفرضه السُّلطان عليهم، أو جراد.
والسحاب إذا لم يكن مما يحمل المطر، فإنَّه إمَّا أن يُنسب إلى الولاية ليشير إلى والٍ ظالمٍ لا ينصف ولا يعدل، أو تنسب إلى التجارة، فتكون مما لا تفي بالغرض ولا تسدُّ الرَّمق، وإمَّا أن تُنسب إلى العالمِ الذي يبخل على النَّاس بعِلمه، وإمَّا أن تشير إلى صانعٍ لا يتقن صنعته ولا يجني من عمله إلا النَّصب.
السحاب سلاطين لهم يدٌ على النَّاس، ولا يكون للنَّاس عليهم يدٌ ولا حق، وإن ارتفعت السحابة من الأرض إلى السَّماء وكان معها البرق والرَّعد، فذلك دليلٌ على ظهور سلطان مهيب يهدد الحقَّ، ومن رأى سحاباً نزل من السماء وأمطر مطراً عاماً فذلك سلطان.
السحاب الأحمر في غير حينه كربٌ، وفتنةٌ، ومرض، ومن رأى أنَّه خالط السحاب ولم يأخذ منه شيئاً بعد بلوغه السحب، فإنَّه يخالط العلماء، ولا يستعمل علمهم في شيء، والسحاب المظلم يدلُّ على الغم والكرب.
